

مدونة تسيير الموارد البشرية
الالتزام التنظيمي وعلاقته بالضبط المهني لدى موظفي البلدية
مقدمة
تسعى المؤسسات العمومية، وعلى رأسها البلديات، إلى تحسين أدائها من خلال ترقية السلوك المهني لدى موظفيها، وضمان الالتزام التنظيمي الذي يعكس مدى ارتباط الفرد بمؤسسته واستعداده لبذل الجهد لتحقيق أهدافها.
ويُعدّ الضبط المهني من أهم مظاهر هذا الالتزام، إذ يمثل التزام الموظف بالقوانين والتعليمات المهنية التي تنظم سلوكه داخل بيئة العمل.
من هنا تأتي أهمية دراسة العلاقة بين الالتزام التنظيمي والضبط المهني باعتبارها علاقة تؤثر مباشرة في جودة الخدمات المقدمة للمواطنين وفي سمعة الإدارة المحلية.
إشكالية البحث
إلى أي مدى يؤثر الالتزام التنظيمي في مستوى الضبط المهني لدى موظفي البلدية؟ وما طبيعة العلاقة بينهما؟
الأسئلة الفرعية
- ما مستوى الالتزام التنظيمي لدى موظفي البلدية؟
- ما مستوى الضبط المهني لديهم؟
- هل توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين الالتزام التنظيمي والضبط المهني؟
- هل تختلف هذه العلاقة باختلاف الجنس، أو الأقدمية، أو المستوى التعليمي؟
فرضيات البحث
- يوجد ارتباط موجب ذو دلالة إحصائية بين الالتزام التنظيمي والضبط المهني لدى موظفي البلدية.
- يختلف مستوى الالتزام التنظيمي باختلاف المتغيرات الشخصية والمهنية.
- يختلف مستوى الضبط المهني باختلاف مستوى الالتزام التنظيمي.
أهمية البحث
- إبراز دور الالتزام التنظيمي في رفع مستوى الانضباط داخل المؤسسات العمومية.
- تقديم مؤشرات تساعد المسؤولين في تحسين مناخ العمل البلدي.
- الإسهام في تطوير السلوك المهني القائم على المسؤولية والانتماء التنظيمي.
أهداف البحث
- تحديد مستوى الالتزام التنظيمي لدى موظفي البلدية.
- التعرف على مستوى الضبط المهني.
- دراسة العلاقة بينهما.
- تقديم توصيات لتحسين الأداء والسلوك المهني.
الإطار النظري
1. مفهوم الالتزام التنظيمي:
هو درجة ارتباط الفرد بالمنظمة من حيث الإيمان بأهدافها وقيمها، والرغبة في البقاء والانخراط فيها.
من أشهر النماذج: نموذج ماير وآلن (Meyer & Allen, 1991) الذي يميز بين:
- الالتزام العاطفي
- الالتزام المستمر
- الالتزام المعياري
2. مفهوم الضبط المهني:
هو مدى التزام الموظف بقواعد السلوك والانضباط داخل العمل، واحترامه للنظم الداخلية والتراتبية الإدارية، بما يضمن أداءً مهنياً منضبطاً ومتقناً.
3. العلاقة بين المفهومين:
كلما زاد الالتزام التنظيمي، ارتفع مستوى الضبط المهني، لأن الموظف المرتبط بمؤسسته يحرص على احترام أنظمتها والامتثال لقوانينها.
الإطار الميداني
- عينة الدراسة: موظفو بلدية (مثلاً: بلدية الأغواط).
- أدوات البحث:
- استبيان الالتزام التنظيمي (مستمد من نموذج ماير وآلن).
- استبيان الضبط المهني (يُبنى محلياً وفق محاور الانضباط والسلوك).
- الأساليب الإحصائية:
المتوسطات، الانحراف المعياري، اختبار "ت"، تحليل الارتباط بيرسون.
النتائج المتوقعة
- وجود علاقة إيجابية قوية بين الالتزام التنظيمي والضبط المهني.
- ارتفاع مستويات الالتزام التنظيمي لدى الفئات ذات الخبرة الطويلة.
- فروق دالة إحصائياً لصالح الذكور أو الإناث بحسب طبيعة العمل الإداري.
التوصيات
1. ترسيخ ثقافة الانتماء للمؤسسة عبر برامج تحفيزية.
2. تعزيز العدالة التنظيمية والشفافية داخل البلدية.
3. تنظيم دورات تكوينية حول أخلاقيات المهنة والانضباط الإداري.
4. مكافأة الموظفين الملتزمين سلوكياً وتنظيمياً.
خاتمة
تؤكد الدراسة على أن الالتزام التنظيمي يمثل ركيزة أساسية لضبط السلوك المهني وتحقيق الفعالية التنظيمية داخل البلديات،
وأن تعزيز هذا الالتزام يسهم في تحسين جودة الخدمات العمومية وتعزيز الثقة بين المواطن والإدارة.
0تعليقات