كيف تتخلص من أكبر قاتل للإبداع !؟

كيف تتخلص من أكبر قاتل للإبداع !؟

الاحتراق الوظيفي (Job Burnout أو Occupational Burnout) هو حالة من الإرهاق الشديد جسديًا وعاطفيًا وعقليًا، نتيجة للضغط المزمن والمستمر في بيئة العمل. لا يُعد الاحتراق الوظيفي مرضًا يمكن تشخيصه طبيًا بشكل مباشر، ولكنه متلازمة معترف بها من قبل منظمة الصحة العالمية، تنتج عن عدم إدارة الإجهاد في مكان العمل بنجاح.



أعراض الاحتراق الوظيفي

تظهر أعراض الاحتراق الوظيفي على مستويات مختلفة:


الأعراض الجسدية

التعب والإرهاق المستمر: الشعور بالإرهاق طوال الوقت، حتى بعد النوم.

مشاكل في النوم: الأرق أو تغير في عادات النوم.

تغير في الشهية: فقدان الشهية أو الأكل بشراهة.

آلام جسدية متكررة: مثل الصداع، آلام العضلات (خاصة في الرقبة والكتفين والظهر)، أو آلام المعدة.

ضعف المناعة: زيادة التعرض للأمراض والالتهابات.

مشاكل صحية خطيرة: في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن إلى ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، أو داء السكري من النوع الثاني.


الأعراض النفسية والعاطفية

فقدان الاهتمام والدافع: عدم الرغبة في أداء المهام، وفقدان الشغف بالعمل.

الشعور بالفشل والشك في الذات: عدم الثقة في القدرات الشخصية والمهنية.

اليأس والعجز: الشعور بأن الوضع لا يمكن تغييره.

اللامبالاة والسخرية: نظرة سلبية تجاه العمل والزملاء.

الغضب والعصبية: سرعة الانفعال وردود فعل مبالغ فيها.

الحزن والاكتئاب: الشعور بالحزن المزمن أو أعراض الاكتئاب.

الانفصال العاطفي: الشعور بالخدر والانفصال عن المشاعر الذاتية ومشاعر الآخرين.

الانعزال الاجتماعي: تجنب التفاعل مع الزملاء أو الأصدقاء والعائلة.


الأعراض السلوكية والوظيفية

انخفاض الأداء والإنتاجية: صعوبة في التركيز، اتخاذ القرارات، وإنجاز المهام بكفاءة.

تأجيل المهام والمماطلة: صعوبة في البدء بالعمل أو إنجازه في الوقت المحدد.

زيادة التغيب عن العمل: أو التأخر في الحضور والمغادرة مبكرًا.

عدم الرضا الوظيفي: الشعور بعدم الانتماء لمكان العمل.


أسباب الاحتراق الوظيفي

تتعدد أسباب الاحتراق الوظيفي، وقد تكون مرتبطة ببيئة العمل أو بالصفات الشخصية للفرد:


عوامل متعلقة بالعمل :

الضغط الشديد وساعات العمل الطويلة: عبء عمل زائد يؤدي إلى إرهاق جسدي ونفسي.

قلة التحكم أو السيطرة: الشعور بعدم القدرة على التحكم في العمل أو الجدول الزمني.

عدم وضوح المهام والتوقعات: ما يزيد من العبء النفسي والارتباك.

نقص الدعم أو التقدير: عدم الشعور بأن الجهد المبذول محل تقدير أو اعتراف.

الصراعات في مكان العمل: مع الزملاء أو المديرين.

العمل في وظائف خدمية: تتطلب الكثير من العطاء للآخرين (مثل الرعاية الصحية).

بيئة عمل سامة: تفتقر إلى التعاون والدعم.


عوامل شخصية

الميل إلى الكمالية: السعي الدائم نحو الأفضل وعدم قبول العمل الجيد.

الشغف الزائد والمثالية: التطلعات العالية جدًا التي قد تؤدي إلى الإحباط عند عدم تحقيقها.

صعوبة في إدارة التوتر والضغوط: عدم امتلاك آليات صحية للتعامل مع الإجهاد.

إهمال الرعاية الذاتية: عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، أو التغذية السليمة، أو ممارسة النشاط البدني.

صعوبة تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.

وجود ضغوطات شخصية أو اجتماعية: تقلل من فرصة الحصول على الدعم.


الوقاية والعلاج من الاحتراق الوظيفي

يتطلب التعامل مع الاحتراق الوظيفي مزيجًا من استراتيجيات الوقاية والعلاج:

استراتيجيات الوقاية

تحقيق التوازن بين العمل والحياة: تحديد أولويات المهام، تنظيم الوقت بفعالية، تخصيص وقت كافٍ للراحة والاسترخاء والأنشطة الشخصية.

الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية: النوم الجيد، التغذية الصحية، ممارسة الرياضة بانتظام، وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل.

وضع حدود واضحة: تعلم قول "لا" للمهام الزائدة، وعدم تجاوز ساعات العمل المحددة.

التواصل الفعال: التحدث مع المدير أو الزملاء حول التحديات والضغوط، وطلب المساعدة عند الحاجة.

بناء شبكة دعم: التواصل مع الأصدقاء والعائلة، والابتعاد عن العزلة.

تعزيز ثقافة العمل الداعمة: في بيئة العمل، يجب على القادة تشجيع التعاون، وتقديم الدعم، وتوزيع المهام بشكل عادل.

الحصول على التقدير: البحث عن طرق لتقدير الذات والإنجازات، حتى لو لم يأتِ التقدير من الخارج.

الاستفادة من الإجازات: أخذ فترات راحة منتظمة وتجنب الإرهاق.


طرق العلاج

إذا كنت تعاني من الاحتراق الوظيفي، فمن المهم طلب المساعدة. قد تشمل طرق العلاج ما يلي:


العلاج النفسي:

العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يهدف إلى تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية التي تزيد من حدة الضغوط النفسية.

العلاج السلوكي القائم على اليقظة الذهنية (Mindfulness-Based Therapy): يركز على تدريب الفرد على الحضور الذهني الكامل والانتباه لمشاعره في اللحظة الراهنة.

العلاج القائم على القبول والالتزام (ACT): يساعد على تقبل المشاعر وتحديد القيم الشخصية واتخاذ خطوات نحو حياة أكثر معنى.

إعادة تقييم الأهداف المهنية والشخصية: وتنظيم الأولويات.

تطوير مهارات إدارة الوقت والتعامل مع الضغوط: تعلم تقنيات جديدة للتعامل مع الإجهاد.

تغيير بيئة العمل: في بعض الحالات، قد يكون تغيير الوظيفة أو بيئة العمل ضروريًا للتعافي الكامل.

الدعم الاجتماعي: قضاء الوقت مع الأشخاص الذين يدعمونك ويقدمون لك المساعدة.


الاحتراق الوظيفي مشكلة حقيقية تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية والأداء المهني. من المهم التعرف على أعراضه وأسبابه واتخاذ الخطوات اللازمة للوقاية منه والتعافي منه. إذا شعرت بأنك تعاني من هذه الأعراض، فلا تتردد في طلب المساعدة المتخصصة.


عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له رواه مسلم

0تعليقات

تعليقك يساهم في تطوير المحتوى ويزيد من الفائدة بمشاركتنا بأفكارك واقتراحاتك , رأيك يهمنا فساهم بتعليقاتك معنا
يرجى عدم وضع روابط خارجية في التعليقات لضمان نشرها