أولًا: مفهوم إدارة الموارد البشرية
إدارة الموارد البشرية (Human Resource Management - HRM) هي إحدى الوظائف الأساسية في أي منظمة، وتُعنى بالعنصر البشري باعتباره أهم مورد استراتيجي يحدد نجاح المؤسسة أو فشلها.
يمكن تعريفها بأنها:
"مجموعة من السياسات والممارسات والأنشطة التي تهدف إلى استقطاب الأفراد الأكفاء، وتنميتهم، وتحفيزهم، والمحافظة عليهم، وضمان مساهمتهم الفعالة في تحقيق أهداف المنظمة."
أهداف إدارة الموارد البشرية:
الاستقطاب والاختيار: جلب أفضل الكفاءات وتوظيفها في المواقع المناسبة.
التدريب والتطوير: رفع مهارات الموظفين وتعزيز قدراتهم بما يتلاءم مع متطلبات العمل.
التحفيز والتعويض: وضع أنظمة أجور ومكافآت تحقق العدالة وتزيد من رضا العاملين.
إدارة الأداء: متابعة وتقييم أداء الموظفين لتحسين الإنتاجية.
العلاقات العمالية: تعزيز بيئة عمل صحية وتعاونية.
التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية: ربط خطط الأفراد بأهداف المؤسسة طويلة المدى.
ثانيًا: تطور إدارة الموارد البشرية
مرت إدارة الموارد البشرية بمراحل تطور متعددة، تعكس تغير النظرة إلى العنصر البشري ودوره في العمل:
1. مرحلة الإدارة التقليدية (ما قبل القرن العشرين)
- كان التركيز على العمل اليدوي والإنتاج الكمي.
- لم يكن هناك اهتمام كبير بالجانب الإنساني، حيث اعتُبر العامل أداة للإنتاج فقط.
- اقتصر الدور على شؤون الأجور والانضباط.
2. مرحلة إدارة شؤون الأفراد (1900 – 1950)
- ظهرت وظيفة "شؤون الأفراد" نتيجة الثورة الصناعية وتوسع المؤسسات.
- التركيز على التوظيف، دفع الأجور، ومتابعة الغيابات.
- الاهتمام كان إداريًا روتينيًا أكثر من كونه استراتيجيًا.
3. مرحلة العلاقات الإنسانية (1950 – 1970)
- تأثر الفكر الإداري بدراسات إلتون مايو وتجارب هوثورن التي أبرزت أهمية العوامل النفسية والاجتماعية في العمل.
- بدأ الاهتمام برضا العاملين، الدافعية، والقيادة الإنسانية.
- ظهرت برامج الرعاية الاجتماعية والتدريب.
4. مرحلة إدارة الموارد البشرية (1970 – 1990)
- تحولت النظرة من "العامل كعنصر تكلفة" إلى "الموظف كأصل استراتيجي".
- توسعت المهام لتشمل التخطيط، التدريب، إدارة الأداء، وأنظمة التحفيز.
- أصبحت وظيفة الموارد البشرية شريكًا في رسم السياسات المؤسسية.
5. مرحلة الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية (1990 – الوقت الحاضر)
- ربط سياسات الموارد البشرية بالخطط الاستراتيجية للمؤسسة.
- الاهتمام بالابتكار، القيادة، والثقافة التنظيمية.
- استخدام التكنولوجيا (مثل نظم المعلومات للموارد البشرية HRIS، وتحليلات البيانات، والذكاء الاصطناعي) لدعم اتخاذ القرار.
- التركيز على رأس المال البشري باعتباره ميزة تنافسية.
ثالثًا: أهمية التطور في إدارة الموارد البشرية
- زيادة الإنتاجية من خلال استثمار مهارات العاملين.
- تحقيق الميزة التنافسية عبر الابتكار والإبداع الوظيفي.
- تعزيز الولاء والانتماء بتوفير بيئة عمل إيجابية.
- التكيف مع المتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له رواه مسلم
0تعليقات