مدونة تسيير الموارد البشرية

مدونة تسيير الموارد البشرية

دراسة تقييم واقع الموظفين

تبحث الشركات دوماً عن طرق لتقييم قدرات موظّفيها. وتقضي إحدى مقارباتها بفهم كيفيّة تعاونهم مع الزملاء وبتحديد الأثر الذي يتركونه لدى العاملين الآخرين في المؤسسة.



في هذا الإطار، عقدت شركة “تايني بالس” لإنتاج البرمجيات، التي تساعد الشركات على قياس المزاج في مكان العمل، شراكة مع “مايكروسوفت وركبليس أناليتيكس″، بهدف تقييم العلاقة بين تعليقات الموظفين من جهة، وتعاونهم وأدائهم من جهة أخرى. وزوّدت “تايني بالس” شركة “مايكروسوفت” بأداة تُعرف باسم “تشيرز فور بيرز” (وترجمتها هنيئاً للزملاء) تخوّل الموظّفين إرسال كلمة “هنيئاً” لبعضهم البعض، إقراراً بعمل تم أداؤه بشكل جيّد. وقامت “تايني بالس” برصد عدد المرّات التي أُرسِلت فيها كلمة “هنيئاً” ووصلت إلى كل موظف في الشركة على امتداد فترة ستّة أشهر.

حلّلت “مايكروسوفت” الرابط بين عدد المرّات التي أُرسَلَت واستُلِمَت فيها كلمة “هنيئاً” داخل شركة “تايني بالس″، وبين مدى “محوريّة شبكة التواصل” في الشركة، التي تضم رسائل البريد الإلكتروني وسلسلة الاجتماعات خلال الفترة الزمنية المذكورة. إشارة إلى أنّ المحوريّة السابق ذكرها هي معيار يرصد الموظفين الأكثر تأثيراً في زملائهم، بالاستناد إلى عدد الاتصالات التي يُجرونها معهم – في ما يشبه خوارزمية “بايجرانك” من “غوغل”، إنما للأشخاص.

لوحظ أنّ الموظّفين الذين حصلوا على القسم الأكبر من التنويه من زملائهم كانوا بمثابة مراكز تواصل على نطاق المؤسّسة بأكملها، وكان دورُهم محوريّاً لإنجاز العمل. ومع زيادة مستويات تعاون بعض الموظفين مع زملائهم، من غير المفاجئ أن يكون قد تمّ تمييزهم عن الآخرين بوتيرة أكبر.

في المرحلة الثانية من البحث، زوّدت “تايني بالس” شركة “مايكروسوفت” بقائمة تضمّ أسماء الموظفين الأفضل من حيث الأداء، من أصحاب القدرات القيادية الأعلى. وتمت مقارنتها بالبيانات السلوكية حول مدى استعمال كل موظف للبريد الإلكتروني والروزنامة، ومن ثم تمّ الجمع بين الاثنين.

عندما نظرنا إلى شريحة الموظفين الموجّهين إلى السوق، ممن يعملون في المبيعات والتسويق، تبيّن لنا أن أصحاب الأداء الأفضل أمضوا بالمعدل 25 ساعة أسبوعيّاً على استعمال البريد الإلكتروني والروزنامة، ونحو 14 ساعة أسبوعياً على التعاون الداخلي، وقرابة 12 ساعة أسبوعياً للتركيز على التعاون الخارجي – لتكون هذه الأرقام قريبة من تلك التي حقّقها أصحاب الأداء المتدنّي.

لكنّنا لاحظنا أيضاً أنّ أصحاب الأداء العالي أمضوا نحو أربع ساعات إضافية أسبوعياً على التعاون الداخلي، وكانت لديهم شبكات داخلية أوسع نطاقاً “شملت بالمعدل 27 شخصاً على قائمة الاتصال بالمقارنة مع 20 شخصاً إن نظرنا إلى أصحاب الأداء المتدنّي”.

وكذلك، أمضى ذوو القدرات العالية وقتاً أطول بنسبة 34% مع المجموعات العاملة على تطوير المنتجات وهندستها، من ذاك الذي كرّسه فريق العمل الإجماليّ على ذلك، وهو أمر يعتري أهمّية كبرى في قطاع البرمجيات المقدَّمة كخدمات، الذي يتطلب تعاوناً وثيقاً بين مطوّري المنتجات والموظفين الذين يتواصلون مع المستخدمين.


المصدر

0تعليقات

تعليقك يساهم في تطوير المحتوى ويزيد من الفائدة بمشاركتنا بأفكارك واقتراحاتك , رأيك يهمنا فساهم بتعليقاتك معنا
يرجى عدم وضع روابط خارجية في التعليقات لضمان نشرها